الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة السباح أسامة الملولي يتحدث عن إعتزاله وبن علي والإرهاب

نشر في  26 أفريل 2014  (22:06)

حاورت صحيفة "الوطن" المصرية السباح أسامة الملولي عبر الهاتف من مقر إقامته في مدينة "بولتيمور" في ولاية "ميريلاند" الأمريكية، حيث يتفرغ بشكل كامل للسباحة، ويتدرب 5 ساعات يوميًا استعدادًا لأولمبياد "ريو دي جانيرو 2016"، وسعيًا لتحقيق لقب أوليمبي جديد، يسعد الشعب التونسي والعرب جميعًا، ليخلّد اسمه بأحرف من نور في المسابح العالمية، كأول رياضي عربي يتوج بميدالية أوليمبية في ثلاث دورات متتالية. وهذا مضمون حواره:

* بداية.. نريد أن نعرف ما هي آخر البطولات التي توج بها قرش قرطاج أسامة الملولي؟

- آخر بطولة كانت في دورة ألعاب البحر المتوسط بمدينة "مرسين" التركية 2013، فحصلت على ذهبيتين في سباق 400 متر 4 سباحات، وذهبية 1500م سباحة حرة، بالإضافة إلى 3 ميداليات فضية في سباقات 200 متر 4 سباحات، و200 متر سباحة حرة، و400 متر سباحة حرة، وفي بطولة العالم ببرشلونة 2013، حصدت ذهبية سباق 5 كم في المياه الحرة، والميدالية البرونزية لسباق 10 كم مياه حرة.

*وماذا عن أولمبياد البرازيل؟ وهل فعلًا قررت الاعتزال؟

- عقب أولمبياد لندن 2012، كنت أنوي الاعتزال، خاصة أني كنت أخوض الأولمبياد وأنا مصاب، وشعرت وقتها أني حققت أكبر أحلامي في الرياضة، وهو التتويج بثلاث ميداليات أوليمبية في دورتين مختلفتين، وبعد 6 أشهر من الراحة والتعافي من الإصابة، "حسيت حالي أقدر أكمل"، فخضت دورة ألعاب البحر المتوسط في 2013، وتوجت بأكثر من ميدالية، ورأيت أن بطولة العالم في برشلونة ستحدد مصير المشاركة في أولمبياد "ريو دي جانيرو"، وبالفعل حققت الذهبية في سباق 5 كم، وبرونزية 10 كم، والآن أحضر حالي لأولمبياد 2016 على مسبح 1500 متر، وفي سباق 10 كم، وستكون هذه الأولمبياد هي الأخيرة لأسامة الملولي في عالم السباحة.

*هل تعتبر ذهبية أولمبياد بكين هي البداية الحقيقية لأسامة الملولي في عالم السباحة؟

- ذهبية أولمبياد بكين 2008 أكبر تتويج وحلم تحقق بعد 40 سنة من ذهبية العداء التونسي والبطل القومي محمد القمودي، لأصبح أنا التونسي الثاني الذي يحصد الذهبية في تاريخ الألعاب الأوليمبية، ولكن أنا أتصور البداية الحقيقية عام 2001، في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وحصلت على فضية 400 متر أربع سباحات، فهذه كانت بداية مسيرتي في عالم السباحة. 

* الكثير من الشباب العربي وخاصة يتخذون "الملولي" مثلاً أعلى ويريدون معرفة أسرار النجاح في حياته؟

- لا أقول سر نجاح، فأي إنسان يمتلك الطموح والإرادة يستطيع النجاح في مجاله، والنجاح في حياتي الرياضة أو الشخصية، كان لا بد له من أهداف وأحلام وطموحات، وأنا تربيت على حب العمل منذ الصغر، في عائلة تحب العمل والتضحيات، وتتقن العمل، فنشأت داخل بيئة تحب العمل، وساعدتني كثيرًا في الوصول لما أنا فيه الآن.

*نريد أن نعيش مع البطل الأوليمبي أسامة الملولي يومًا في حياته؟

- يومي يبدأ الساعة 6 صباحًا، يبدأ بتدريبات خفيفة وإحماءات، ثم يبدأ التمرين الرئيسي من 7 إلى 9 صباحًا، وبعدها أخلد للراحة، وتبدأ فترة تمرين أخرى من الثانية إلى الرابعة بعد الظهر، وبعدها أعاود بعض التمرينات الخفيفة والإطالة، يعني أتدرب 5 ساعات يوميًا، بمعدل 11 حصة تمارين في الأسبوع، وبالنسبة للعمل فقد تحصلت على الماجستير في هندسة المعلومات من الولايات المتحدة، وأنا أركز كل مجهودي الآن في السباحة والأولمبياد.

*قلت في لقاءات إعلامية سابقة بأن الملاكم العالمي محمد علي كلاي هو مثلك الأعلى؟ فلماذا "كلاي" تحديدًا وهو ليس له علاقة بالسباحة؟

- أفتخر بمحمد علي كلاي كرياضي مسلم، وبمسيرته كبطل وملاكم عالمي، كما أنه عاش فترة عصيبة من تاريخ الإنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية تجعلني أفتخر بمواقفه الإنسانية، خاصة برفض حرب "فيتنام" وموقفه من عدم المشاركة فيها، فهو ليس بطلاً في "الملاكمة" فقط، ولكن بطل على المستوى الإنساني أيضًا.

* البعض يلقبك بـ"مايكل فليبس العرب"، فما قولك؟ وأي من نجوم السباحة تحب أن تشاهد أداءهم؟

- أتصور روحي "أسامة الملولي العرب" وليس "مايكل فليبس العرب"، ويشرفني كعربي ومسلم أمثل الأمة العربية الإسلامية، وأتمسك وأفتخر بهويتي العربية والإسلامية، وكلي شرف أن أكون رياضيًا يرفع راية الأمة العربية في العالم، أما عن السباحين الذين أفضل مشاهدة أدائهم، فأنا مغرم بالسباح الروسي ألكسندر بوبوف، هو كان يمارس سباحة خارقة للعادة، وتكنيك خاص.

* كيف ترى وضع الرياضة بالوطن العربي؟ ومتى نرى دولاً عربية مع الأوائل في جدول الميداليات الأوليمبية والعالمية؟

- دعنا نكون موضوعيين، المنافسة مع البلدان الأوروبية والآسيوية وأمريكا منافسة كبيرة جدًا وصعبة للغاية، فهم متقدمون علينا كبلدان عربية على مستوى البنية التحتية، وعلى مستوى المادي، وعلى المستوى المالي، وفي مستوى الثقافة البشرية للرياضة، وهذا ما يجعلنا متأخرين نوعًا ما عنهم، ولديّ أمل في أن تتحسن مشاركات البلدان العربية في الألعاب الأوليمبية، فيجب أن يركزوا على المواهب الرياضية، وأن يهتموا بالرياضة، فهناك العديد من المواهب في العالم العربي لديها حلم الميدالية الأوليمبية، ويحتاجون للرعاية، ولكن لا الوسط الرياضي ولا الجامعة الرياضية ولا وزارة الرياضة تهتم بهؤلاء الأبطال وهذه المشكلة.

* إذا انتقلنا للحديث في السياسة.. ماذا كان موقفك من الثورة التونسية؟ وهل ترى أنها تسير في المسار الصحيح؟

- فخور جدًا بالمسيرة الديمقراطية التي تشهدها تونس، وفخور بثورات الربيع العربي، وفخور كتونسي برفع الراية التونسية الحرة، وأرى أن المسيرة الديمقراطية في تونس ومصر، تحتاج إلى مزيد من الوقت والتضحيات لكي تصل للنتيجة المأمولة والمرجوة. 

* هل تعتقد أن الرياضة علاج لمشكلات العنف والتطرف والإرهاب التي استشرت في المجتمعات العربية مؤخرًا؟

-الرياضة تعطي دروسًا كبرى للبشرية، سواء على مستوى "الفير بلاي" أو اللعب النظيف بدون عنف وتعصب، أو على صعيد حب العمل وحب الآخر، فالرياضة فيها روح الفائز والمهزوم، فالمهزوم يحيي الفائز، ثم يعود من جديد ويقف على ساقيه ليصبح فائزًا، كما أن العقل السليم في الجسم السليم، وبالتالي فالرياضة تنأى بالشباب وتبعد عن كل المشاكل المجتمعية، وتزيل التيارات المتشددة والمتطرفة عن تفكيرهم، فالرياضة تجعلك تطمح في أن تكون مواطنًا مثابرًا ومنتجًا، وكل هذه دروس تعطيها الرياضة

* وماذا عن علاقتك بنظام الرئيس التونسي السابق بن علي الذي كرمك أكثر من مرة على إنجازاتك وبطولاتك؟

- هو كان رئيسًا للدولة وأنا كرياضي متميز في تونس، قام بلافتات لتكريمي وتتويجي كبطل لتونس لا أكثر ولا أقل، ولم يكن لديّ أي علاقات شخصية مع الرئيس التونسي السابق بن علي.

*عبور المانش.. إنجاز يحلم به أي سباح في العالم، خاصة سباحي المسافات الطويلة؟ فهل تفكر في خوض هذا السباق؟

- والله لم لا، "المانش" تحدي تاريخي قام به العديد من السباحين، ولكني أركز الآن على الحلم الأوليمبي أكثر من المانش، وقد أقدم على هذه الخطوة في المستقبل، كعملية تحفيزية ومن أجل المشاركة في إعانة الأطفال في العالم العربي الذين يحتاجون للرعاية، وأيضًا الشباب والمحتاجين، أي ستكون خطوة في مجال العمل الخيري.

* هل يقوم "الملولي" بخطوات في مجال العمل العام لتشجيع الشباب في العالم العربي على ممارسة الرياضة؟

- في الشهر الماضي، تم تأسيس أول أكاديمية للسباحة باسمي في دولة قطر، وتم اختياري كسفير للرياضة المدرسية الإفريقية في دولة قطر، وأنا أرى أن مبادرات من هذا الشكل ستوظف طاقات الأبطال العرب في المكان الصحيح، وستصل بالشباب العربي للمحافل العالمية والبطولات الدولية، كرياضيين متميزين.

*عشت في الولايات المتحدة وتجولت في العديد من البلدان الأوروبية.. فما رأيك في نظرة الغرب للعرب؟

- نظرة الغرب للعرب بطريقة غير لائقة، هي عيب لدى الغرب وليس العرب، نحن كبار وتاريخنا غني عن التعريف، ولا بد أن نكون فخورين بأنفسنا وإنجازاتنا، وأظن أن ثورتيّ تونس ومصر، غيرتا تلك النظرة للمواطن العربي، الذي يسعى للديمقراطية والحرية.

*وماذا عن أحلام أسامة الملولي في الفترة المقبلة؟

والله أكيد أحلم بإنجازات جديدة، وإن شاء الله، ربي يكتب لي فرحات أخرى، فحياة الرياضي لا تدوم للأبد، وأولمبياد البرازيل آخر أولمبياد سأشارك فيها، وأتمنى أن تنتهي بإنجاز جديد، وعندي أحلام بعد ذلك، أن أشارك في إعداد أجيال من الشباب العربي الطموح ليصل للعالمية ويفوز بالأولمبياد.

حاوره الإعلامي: محمد شنح